الخميس، 3 نوفمبر 2016

تقويم المعلم

                                              تقويم المعلم

يعتبر تقويم المعلم أمرا مهما لأنه احد الركائز الأساسية في العملية التعليمية . فهو المسئول عن نقل التراث الثقافي وتطويره . وعن تحقيق أهداف التعليم . وعن إحداث التغير في سلوك المتعلمين وعن تحقيق النمو المتكامل لهم معرفيا ووجدانيا ومهاريا . ويرى بعض علماء المسلمين ومنهم ابن سينا ، أن يكون المعلم عاقلا ذا دين – بصيرا برياضة الأخلاق – حاذقا وقورا – رزينا – بعيدا عن الخفة والسخف – قليل التبذل والاسترسال بحضرة الصبي – غير كزولا جامد – حلوا – لبيبا ذو مروءة ونزاهة ونظافة .ويؤكد الإمام الغزالي في كتاب أحياء علوم الدين 1997م على أهمية القدوة الصالحة والمثل الحسن من المرشد، فيقول : مثل المعلم المرشد من المسترشدين مثل الظل من العود : فكيف يستوي الظل والعود أعوج .ويرى إخوان الصفا أن يكون المعلم رشيدا – عالما بحقائق الأمور – مؤمنا بيوم الحساب – عالما بأحكام الدين – بعيدا بأمور الآخرة – خبيرا بأحوال الميعاد – من سالمي الصدور – المتعلمين شرائع الأنبياء – الباحثين عن الأسرار في كتبهم – التاركين اللهو والجدل .

أولاً : طرق وأساليب تقويم المعلم :
هناك كثير من الطرق والأساليب المستخدمة في تقويم المعلم ومن أكثرها قيمه هي التي تقوم على الأسس التالية :
- تحديد أهداف المرحلة التعليمية بصورة دقيقة . علما بان لكل مرحله من المراحل 
- تحديد الأدوار والمهام التي يقوم بها المعلم حتى يحقق أهداف العملية التعليمية 
- تحديد الكفايات التدريسية في صورة أدائية وأفعال إجرائية يمكن ملاحظتها .
- تحديد مستوى التمكن المطلوب كحد أدنى للأداء.
حددت سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية أهداف المرحلة الابتدائية على النحو التالي :
1- غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفس الطفل ورعايته بتربية إسلامية في خلقه وعقله 
ولغته وانتمائه إلى الأمة الإسلامية .
2- تدريبه على إقامة الصلاة وأخذه بآداب السلوك والفضائل .
3- تنمية المهارات الأساسية المختلفة وخاصة المهارة اللغوية والعددية والمهارة الحركية.
4- تزويده بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات .
5- تعريفه بنعم الله عليه في نفسه وفي بيئته الاجتماعية والجغرافية ليحسن استخدام النعم وينفع نفسه وبيئته.
6- تربية ذوقه البديعي وتعهد نشاطه ألابتكاري وتنمية تقديره للعمل اليدوي .
7- تنمية وعيه ليدرك ما عليه من الواجبات وما له من حقوق في حدود سنه وخصائص المرحلة التي يمر بها ، وغرس حب الوطن والإخلاص لولاة الأمر.
ثانيا : بالنسبة لادوار المعلم :
فالمعلم يلعب أدوارا كثيرة تختلف باختلاف نوع المدرسة وطبيعة المادة الدراسية والظروف البيئية والثقافية في المجتمع ، ومن أهم أدوار المعلم ما يلي :

 -1 دوره كخبير في فن التدريس.
 2- دوره كممثل لقيم المجتمع ونقل هذه القيم .
 3 -  دوره كقناة للاتصال بالمجتمع
4- دوره كخبير للمادة الدراسية .
5- دوره كخبير في العلاقات الإنسانية .
6- دوره كمسئول عن النظام وممثل للسلطة .
7- دوره كعامل في صقل النشاط المدرسي .
8- دوره كمتعلم ودارس .


ثالثا : بالنسبة لتحديد الكفايات التدريسية 
*تمكنت بعض الدراسات من تحديد الكفايات التدريسية للمعلم الفاعل فيما يلي
     1-  النشاط والتحمس .
2- الاهتمام بالتلاميذ وبأنشطة الصف .
3- التنبؤ بالصعوبات التي يواجهها التلميذ .
4-  تعليماته واضحة ومفهومه .
5- لديه مرونة في تنفيذ خطة المنهج .
6-  يساعد التلاميذ في حل مشكلاتهم .
7- يعترف بأخطائه ويعمل على تصحيحها .
8- يدير الصف إدارة جيدة .
9- يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ .
10
ـ يحقق النظام بطريقة ايجابية 
11- يستشير التلاميذ من خلال الاهتمام بالأساليب الفينة.
12- يشجع التلاميذ على بذل أقصى مجهود لديهم .
ويشير مجدي عبد الكريم 2000 م إلى دراسة قام بها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي لتقويم معلم التعليم الأساسي بمصر . أمكن فيها تحديد الكفايات الآتية ، في ثلاث عوامل :
العامل الأولإمداده بالثقة بالنفس :
·        يهيئ مناخ الصف بطريقة تساعد على التعليم .
·        يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ.
·        يهتم بسماع الأفكار المختلفة من التلاميذ
·        يهيئ جوا من التنافس داخل حجرة الصف.
·        يوزع إنتاجيته على جميع التلاميذ .
·        يشخص نقاط الضعف والقوة في عملية تعليم التلاميذ .
·        يعالج نقاط الضعف .
·        يشيع جوا من الألفة أثناء الشرح .
·        يعرض الموضوعات بطريقة تتناسب مع مستوى التلاميذ .
·        يستفيد من خبرات التلاميذ في إثراء عملية التعليم .
·        يعتمد في تدريسه على طريقة المناقشة .
·        يهتم بتوجيه أسئلة قبل الدرس وأثناء وبعد الدرس .
·        يعمل على تعزيز الإجابات الصحيحة .
·        يشجع التلاميذ على المشاركة بأفكارهم ويعلق عليها .

العامل الثاني : الكفايات الشخصية للمعلم :

·        الاتصاف بالحساسية تجاه أسئلة التلاميذ.
·        لاتصاف بالحساسية تجاه أراء التلاميذ .
·        تشجيع التلاميذ على احترام وجهات النظر الأخرى .
·        يبين ويوضح نقاط القوة في تلاميذه .
·        يحلل الآراء الخاطئة دون إحراج أصحابها .

العامل الثالث : القدرة على استخدام الوسائل التعليمية :
·        يراعي شروط استخدام الوسائل .
·         يستخدم الوسائل المناسبة لموضوع الدرس بطريقة صحيحة وفي الوقت المناسب .
·         يمهد لاستخدام الوسائل .
·         يستخدم التوجيه المناسب لا استخدام الوسيلة .
رابعا : بالنسبة لتحديد مستوى التمكن المطلوب كحد أدنى للأداء :
من أكثر الطرق المستخدمة حاليا لتقويم المعلم هي المقاييس المصممة لقياس كفاءة المعلم ،وتسمى أحيانا بطاقة تقويم المعلم ،ويستخدمها عادة الموجهين أو مدراء المدارس وغيرهم من المقومين .
ومن نماذج مقاييس مهارات التدريس ما يلي :
المهارة في التخطيط للموقف التعليمي .
المهارة في جذب انتباه التلاميذ .
المهارة في الاحتفاظ بانتباه التلاميذ .
المهارة في تبسيط المعلومات للتلاميذ .
تمكن المعلم من المادة الدراسية .
المهارة في تعليم التلاميذ القراءة والكتابة والحساب .
المهارة في إشراك التلاميذ في الموقف التعليمي .
المهارة في إشباع حاجات التلاميذ النفسية .
المهارة في إدارة الموقف التعليمي .
المهارة في استخدام الصوت وعادات الكلام .
المهارة في تقويم نمو التلاميذ .
ومن البطاقات المستخدمة بالمملكة العربية السعودية سجل متابعة مدير المدرسة للمعلم وتقويمه .
وتتضمن أربعة أبعاد :
البعد ألأول :بيانات المعلم .
البعد الثاني :أداء المعلم من حيث :
الالتزام باستخدام اللغة الفصحى .
الحرص على تنظيم النشاط المدرسي وتنفيذه .
الاهتمام بالنمو المعرفي .
المحافظة على أوقات الدوام .
الإلمام بالأسس التربوية في إعداد الدروس وتطبيقها .
التمكن من المادة العلمية والقدرة على تحقيق أهدافها .
الاهتمام بالتقويم المستمر ومراعاة الفروق الفردية .
توزيع المنهج ومدى ملائمة ما نفذ منه للزمن .
استخدام السبورة والكتب المدرسية والوسائل التعليمية الأخرى .
المهارة في عرض الدروس وإدارة الصف .
مستوى التحصيل العلمي للطلاب .
التطبيقات والواجبات المنزلية والعناية بتصحيحها .
البعد الثالثالصفات الشخصية ،ومنها :
السلوك العام والقدوة الحسنة .
تقبل التوجيهات .
تقدير المسؤولية .
حسن التصرف .
البعد الرابعالعلاقات مع :
الرؤساء( الموجهين ).
الزملاء .
الطلاب وأولياء الأمور .
أما دليل التقديرات فهو :
ممتاز (100 ) ، جيد جدا (85-99 ) ، جيد جدا منخفض(75-84 ) ،جيد (65-74 ) .
مرضي (50-64 )، غير مرضي أقل من (50 ) .
(أ) تقدير الذات :
في هذه الطريقة يستخدم المعلم تسجيلات الفيديو أو شرائط مسموعة تسجل أدائه أثناء التدريس .
(ب) رؤية الذات :
أو ما يراه المعلم عن ذاته .وفي هذه الطريقة يقوم المعلم بتحديد الصفات المطلوبة لكفاءة التدريس .
ومن الطرق المتبعة لتقويم أداء المعلم طريقة تقدير التلاميذ ، وفي هذه الطريقة يستطيع بعض المدراء والمقومين آراء التلاميذ عن مدى تقبلهم لمعلميهم ، إلا أن بعض تقدير التلاميذ يعد مشكلة بحد ذاته للأسباب التالية :
1- 
التلاميذ لم يبلغوا من النضج والخبرة ما يسمح لهم بالحكم على معلميهم حكما سليما .
2- 
قد يغفل التلميذ في حكمه على المعلم بعض جوانبه المهمة كتعاونه مع زملائه ومدى اطلاعه وثقافته العامة ، وهواياته واستقراره الانفعالي الخ...
3- 
قد يتأثر التلميذ بالدرجات التي يعطيها له المعلم مما يرفع أو يخفض تقديره له .
4- 
قد تؤثر علاقة المعلم واختلاطه بالتلاميذ في تقديراتهم له .
الاتجاهات المعاصرة لتقويم المعلم 
أولا : خطط التعاقد المعتمدة :
هي طريقة تعتمد على الاتفاق المسبق بين المعلم والمشرف أو الموجه على الأهداف 
ثانيا : اختبارات الأداء :
هي اختبارات تقيس كفاءة عدد من المعلمين في آن واحد .
ثالثا : تقويم المنهج :
أولا : تقويم تعلم التلاميذ وتقدير تحصيلهم :
ومن المعايير التي يمكن أن تتخذ في تقويم هذا البعد ما يلي :
1-  مدى مناسبة محتوى المنهج لقدرات التلاميذ .
2- مدى فعالية المنهج في إكساب التلاميذ مستويات تحصيل على .
3- مدى مراعاة المنهج لحاجات التلاميذ ومتطلبات نموهم المتكامل .
4- مدى فعالية المنهج بإعداد التلاميذ للتعامل مع المجتمع .

وتبرز أهمية التقويم في الخطوات الأساسية التالية :
تحديد الأهداف التعليمية :
تجريب المنهج :
تنفيذ المنهج واستمرار يته :
بعض نماذج تقويم المناهج :
أولا : نموذج تحقيق الأهداف (نموذج تايلور) :
النموذج الأول والأكثر انتشارا . يرى تايلور أن العملية التربوية تتضمن ثلاث مكونات أساسية هي الأهداف التربوية . والخبرات التعليمية .
من أهم مزايا هذا النموذج هو أنه يكشف العلاقة بين المكونات الأساسية للعملية التربوية ويبرر أثر كل منها وتأثيره على الآخر.
تم الاهتمام فيه بالكشف عن مدى تقدم التلاميذ في الاتجاه المرغوب فيه كما تحدده الأهداف التعليمية الموضوعة .
ثانيا : نموذج صنع القرار ، يقوم هذا النموذج على أن التقويم يمكن أن يؤدي دوره على أكمل وجه حين تؤثر نتائجه تأثيرا فعالا على القرارات التي سوف تتخذ مستقبلا .
وتكون المهمة الأساسية للعامل في التقويم جمع البيانات وتحليلها وإعدادها في تقارير موجزة بهدف تقديمها إلى صانع القرار وإتاحة الفرصة له لاختيار البديل الملائم من بين البدائل العديدة المقترحة .
بعض الأسس التي ينبغي مراعاتها حتى تكون عملية التقويم أكثر شمولية ومن هذه المسائل المهمة :اختيار المعايير أو المحكات المناسبة ، جمع البيانات التقويمية وتحليلها والإفادة منها .




                                                                                                            إعداد
خالد"محمد حلمي" البكري
  السعودية / جدة