الأحد، 31 يناير 2016



الجذورالتربوية والنفسية لطرائق التدريس

طرق التدريس متعددة ومشهورة وان ذلك يرجع في الأصل الى افكار المربين عبر العصور عن الطبيعة البشرية ، وعن طبيعة المعرفة ذاتها كما يرجع ايضا الى ما توصل اليه علماء النفس عن ماهية التعلم، وهذا ما يجعلنا نقول بأن هناك جذوراً تربوية ونفسية لطرائق التدريس.

ففي العصور الوسطى ، لم يكن ينظر الى التلميذ إلا كعقل يجب إعادة تنظيمه وشحنه بالمعلومات،وهو ما يعني غلبة الاعتبارات الخاصة بالتنظيم المنطقي للمعرفة،ومن فإن طرق اتدريس المعقولة في ضوء ذلك هي الطرق التي تنظم نقل هذه المعرفة إلى ادمغة الطلاب ، وتحافظ على هذا التنظيم المنطقي للمعرفة في عقولهم، ومن هنا كانت أهمية الإلقاء والتسميع كطرق تهدف الى الحفظ والاسترجاع.

وعندما بدأت النظرة تتجه الى نمو التلميذ بشكل متسع، لا يشمل العقل فقط، بل يتعداه الى المهارات والانفعالات الوجدانية والتفكير والفهم، وما صاحب ذلك من كثير من بحوث التعلم، ظهر الاهتمام بالتنظيم السيكولوجي كبديل للتنظيم المنطقي للمعرفة، ويعني ذلك أن تنظيم المعرفة موضع التعلم يجب أن يخضع لمعلوماتنا عن كيفية تعلم التلاميذ في مراحلهم العمرية المختلفة. فالتلميذ في المرحلة الابتدائية لا يستطيع أنيفكر تفكيراً مجرداً، لذلك فإن طرق التدريس المعقولة في هذه الحالة هي الطرق التي لا تركز على الالقاء والتسميع بل تركز على العمل والمشاركة اليدوية أو الجسمية والذهنية ايضاً.

ومن هنا تصبح طريقة الالقاء والتسميع غير مناسبة في ضوء هذا الاهتمام المتزايد بالعمليات العقلية،والمهارات والاتجاهات والقيم،وكان لا بد من ظهور طرق تدريس جديدة ، إذ يصعب تحقيق النمو في جميع هذه الجوانب من خلال طريقة الالقاء والتسميع ، بل إن تعدد مظاهر النمو المرغوبة من قبل التربية، يجعل من الصعب تحقيق هذا النمو من خلال استخدام طريقة تدريس واحدة إذ إن من هذه المظاهر ما يمكن تحقيقه باستخدام طريقة المناقشة والحوار، ومنها ما يمكن تحقيقه من خلال الدراسة العلمية، وكذلك منها ما يمكن تحقيقه من خلال العمل الفردي في بحث أو دراسة ، كما أن منها ما يمكن تحقيقه من خلال الالقاء والتسميع. ويعني ذك أن تعدد مظاهر النمو يتطلب - بل يفرض- تعدد طرق التدريس التي يستخدمها المعلم لتحقيق النمو في تلك الجوانب المتعددة.

اعداد/ الباحث التربوي
خالد البكري
المرجع/ التدريس وإعداد المعلم للكاتب يس قنديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق